وإرادةِ اللُّطف، وابتغاءِ الفَضْل، ورجاءِ الكفاية، وأملِ الحماية، فهو تحت قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
وجميعَ ما فيه مِن سؤالِ الهدايةِ، وخوفِ الخاتمة، واغتنامِ المعرفة، ومدحِ الإسلام والشريعة، وبيانِ السُّنَّة والجماعة، فهو تحت قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
وجميعَ ما فيه مِن ذِكْر الأنبياءِ والأولياء، والملائكةِ والأصفياء، والصديقينَ والشهداء، والعُبَّاد والزُّهَّاد والأتقياء، فهو تحت قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.
وجميعَ ما فيه مِن ذِكْر المشركين والكافرينَ (١)، واليهودِ والنَّصارى والصَّابئين، والمجوسِ والوَثنيين، والضالِّين (٢) والمُبتَدِعين، فهو تحت قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
وقيل: إنَّما سُمِّيت بذلك لأنَّها تَجمعُ أقسامَ كلِّ القرآن؛ فإنَّ أقسامَ القرآنِ كلَّها هذا الأمرُ والنَّهيُ، والوَعدُ والوَعيد، والقَصَصُ والأَمثال، والنَّاسخُ والمَنْسوخ،
وهذه السُّورة تشتمل (٣) على ذلك كلِّه:
فإنَّ قولَه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}: معناه: قولوا: الحمدُ للَّه، وهذا أمرٌ بالحمد، ونهيٌ عن تركه.
وقولَه {رَبِّ الْعَالَمِينَ}: قَصَصٌ عن إيجادِ الخَلْق (٤) أجمعينَ.
(١) هنا ينتهي السقط الذي في (ف).
(٢) في (أ): "والمجوس والثنويين الضالين".
(٣) في (أ): "مشتملة".
(٤) في (أ): "إلحاقه الخلائق" وفي (ف): "إيجاد الخلائق".