الحج: ٤٧، وقال تعالى: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} الأنفال: ٣٢، يقولُ اللَّه: {فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ} صدقُ هذا الخبر (١).
* * *
(٦) - {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}.
وقوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} نكرةٌ في موضع (٢) النفي، فعَصَّت، وصار كقولِه: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْقُرُونِ} (٣) يس: ٣١. والقرنُ: أهلُ كلِّ عصرٍ، سُمُّوا به للاقتران من بعضِهم ببعض.
وقال الزَّجَّاج: القرنُ: أهلُ كلِّ عصرٍ فيه نبيٌّ أو عالمٌ عظيمٌ، سُمُّوا بذلك لاقترانِهم به، وعلى هذا لا يقع الاسمُ على أهل الفترة.
وقيل: مُدَّةُ ذلك سبعون سنة، وقيل: ثمانون سنة (٤).
وقوله تعالى: {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} التَّمكينُ في البلادِ إعطاءُ المُكنة والمكانة والعُلُوِّ والغلبة (٥).
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٤/ ٢١ - ٢٢).
(٢) في (ف): "حال"، وفي هامشها؛ "صوابه: في موضع النفي".
(٣) من قوله: "نكرة في موضع" إلى هنا ليس في (أ).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٢٢٩).
(٥) في (ف): "العلو" بدل من "والعلو والغلبة".