من أنفُسهما ذلك، وكان عليهما لباس من الظُّفر فزال ذلك إلا ما بقي على رؤوس الأصابع (١).
وقوله تعالى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}: أي: ابتدأا يَلزقان على أنفسهما ورق التين (٢) فلا يلتزق، وقيل: الخصف: الترقيع، وقيل: الضم.
وقوله تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}: أي: عن قُربانها استفهام بمعنى الإثبات.
وقوله تعالى: {وَأَقُلْ لَكُمَا}: أي: ألم أقل لكما: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: {وَنَادَاهُمَا} يحتمِل أنه أوحَى (٣) بملَك إليهما، ويحتمل أنه إلهامٌ أَلْهمهما (٤).
وقيل: خجلُهما بهذا زاد على كلِّ محنة.
وقيل: كان حالُهما في أولِ اليوم وآخرِه كما قيل:
للَّه درُّهمُ من فتيةٍ بَكَروا... مِثْلَ الملوك وراحوا (٥) كالمساكين (٦)
(١) روي هذا عن ابن عباس ولا يصح، فقد رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٤٥٢ و ١٤٥٩) عنه من طريقين: الأول فيه الحسن بن أبي جعفر الجُفري، قال عنه البخاري: منكر الحديث، وضعفه أحمد والنسائي. انظر: "تهذيب الكمال" (٦/ ٧٣). وفي الثاني النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز، قال عنه أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: لا يحل لأحد أن يروي عنه، وقال البخاري: منكر الحديث. انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٢٥).
(٢) في (ف): "الجنة".
(٣) في (ف): "وحي".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٤/ ٣٨٤).
(٥) في (ف): "وأمسوا".
(٦) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٢٥).