ويقال: إذا كان الرِّزقُ على اللَّهِ فمِنَ المحالِ طلبُهُ مِن غيرِ اللَّهِ.
قال: ولم يقل: (ما يشتهِيْهِ ومقدار ما يكفِيْهِ)، بل هو موكولٌ إلى مشيئتِه، فمِن موسَّعٍ ومِن مُقتَّرٍ (١).
* * *
(٧) - {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}: فسَّرناه عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} الأعراف: ٥٤ في (سورة الأعراف).
وقوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}: بيَّنَ أنَّ خَلْقَ العَرْشِ والماءِ كان قبلَ خَلْقِ السَّماواتِ والأرض.
والعرشُ: شِبْهُ سريرِ المَلِكِ، لتطوفَ الملائكةُ به، ويحفُّون حولَه، ويمجِّدون اللَّهَ تعالى ويعظِّمون مِن حولِه، كما قال تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} الآية الزمر: ٧٥.
وفي وقوفِ العرشِ على الماءِ، والماءِ على غيرِ قَرار، أعظمُ اعتبارٍ على كمالِ قُدْرةِ الملِكِ الجبَّار، ولو شاءَ لجعلَ العرشَ على غيرِ قَرار، كما جعلَ الماءَ -الَّذي هو أدعى للقرار وأحوجُ إليه- على غير قرار.
وعن كعب الأحبار أنَّه قال: لَمَّا أرادَ اللَّهُ تعالى خَلْقَ الماءِ خَلَقَ ياقوتةً خضراء،
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٢٤ - ١٢٥).