وقال قتادة: أي: خضعوا وخشعوا (١).
وقال الحسنُ: الإخباتُ: الخشوعُ للمخافةِ الثَّابتة في القلب (٢).
وقيل: الإخباتُ: سكونُ الجوارحِ خضوعًا للَّهِ تعالى، والخَبْتُ: الأرضُ المستويةُ الواسعةُ (٣).
* * *
(٢٤) - {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.
وقوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ}: والفريقان هما المذكوران في هذه الآية، وهما المشركون والمؤمنون، فالأعمى والأصم هو المشرك، عَمِيَ بعين قلبه فلم ينظر نظر اعتبار، وصُمَّ بسمع قلبه فلم يسمع إلى الوعظ للادِّكار، والبصيرُ والسَّميع هو المؤمن، أبصَروا الحقَّ بعيون قلوبِهم، وسمعوا بآذان القلوب مواعظ ربِّهم.
وقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا}: استفهامٌ بمعنى النَّفي.
وإنَّما ثنَّى -وإنْ ذكرَ أربعةَ أسماءٍ وهي جمعٌ- لأنَّ الأعمى والأصم من صفة إنسانٍ واحدٍ، وكذا السَّميع والبصير لواحدٍ، فكانا اثنين.
(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ١٨٦)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ٣٧٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ٢٠٢٠).
(٢) في (أ): "الإخباتُ والخشوعُ المخافةُ"، وفي (ر): "الإخباتُ والخشوعُ للمخالفة"، وفي (ف): "الإخباتُ والخشوعُ للمخافة"، والمثبت من "تفسير القرطبي" (١١/ ٩٦).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ٤٢٧)، وفيه: واشتقاقه من الخَبْتِ مِن الأرْضِ، وهي المكان المنخْفِض منها، فكل مُخْبِت متواضع.