ويجادلُ عن فلانٍ، ويتكلَّمُ عن فلانِ (١)؛ أي: من أجلِه.
{وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ}: التَّشديد لتكثيرِ المحالِّ؛ وهي الأبوابُ، وإنَّما غلَّقتها لئلَّا يفجأها أحدٌ، ولئلَّا يتخلَّصَ يوسفُ عنها، ولرجاءِ أن يجيبَها، وتكونَ أسبابُ الخلوةِ حاصلةً.
{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}؛ أي: تعالَ وهلمَّ إلى ما هو لكَ، وقد توصَلُ به (٢) وقد لا تُوصَلُ به، وقد أنشدَ أبو عَمرو بنُ العلاءِ رحمه اللَّه:
أبلغْ أميرَ المؤمنيـ... ن أخا العِراقِ إذا أتيْتَا
أنَّ العِراقَ وأهلَهُ... عُنُقٌ إليْكَ فهَيْتَ هَيْتَا (٣)
وهي للذَّكرِ والأنثى والواحدِ والجمعِ سواءٌ.
وقيل: هي كلمةُ حثٍّ وإقبالٍ على الشَّيء، وأصلُه: الجَلَبةُ والصِّياحُ، وقد هيَّت فلانٌ بفلانٍ، وقال الشَّاعرُ:
قدْ رابَني أنَّ الكَرِيَّ أسْكَتا... لو كانَ مَعْنِيًّا بِها (٤) لهيَّتا (٥)
(١) "ويجادل عن فلان" ليس في (أ)، "ويتكلَّم عن فلان" ليس في (ف).
(٢) في (أ) و (ر): "بك". والمثبت من (ف)، ولعل المراد وصلها بكلمة (لك)، وقد جاء بالشاهد الآتي على عدم الوصل.
(٣) البيت لرجل قاله لعلي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٢٧٩)، و"تفسير الطبري" (١٣/ ٧٠)، و"معاني القرآن" للزجاج (٣/ ١٠٠)، و"أصول النحو" لابن السراج (٣/ ٤٧٩). وقوله: عُنُقٌ إليك؛ أي: مائلون إليك ومنتظروك.
(٤) في (ف): "بنا"، وكلا اللفظين في المصادر.
(٥) الرجز بلا نسبة في: "الغريب المصنف" لأبي عبيد (١/ ٣٤٣)، و"الجراثيم" لابن قتيبة (١/ ٢٣٨)، و"معجم ديوان الأدب" لإسحاق الفريابي (٢/ ٢٨٥)، و"تهذيب اللغة" (٦/ ٢٠٩).