(١٠٥) - {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}.
وقوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}: أي: وكم مِن دلالةٍ على وحدانيَّة اللَّهِ تعالى في السَّماواتِ والأرضِ.
قال الضَّحاكُ: آياتُ السَّماواتِ: الشَّمس والقمر والنُّجوم (١)، وآياتُ الأرضِ: ديارُ الأممِ الهالكةِ وخرابُها؛ قال تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ} الصافات: ١٣٨.
وقيل: آياتُ الأرضِ: الجبالُ والبحارُ والأنهارُ والأشجارُ.
ووجهُ الاعتبارِ بالآيات: التَّفكُّرُ فيما يقتضي مِن أنَّ مدبِّرًا دبَّرها قادرًا عليها عالمًا بها لا يشبِهُها.
وقوله تعالى: {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}؛ أي: غافلونَ لا يعتبرون بها، ولا يتفكَّرون فيها، ولا يتَّعظون بما قال الأوَّلون.
وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: الآياتُ ظاهرة، والبراهينُ باهرة، وكلُّ جزءٍ مِن المخلوقاتِ شاهدٌ على أنَّه إلهٌ واحدٌ، ولكنْ مَن غمضَ عينَه لم يستمتع بضوءِ نهارِه، وكذلِكَ مَنْ قصَّرَ في نظرِه واعتبارِه لم يحظَ بعرفانِه واستبصارِه (٢).
* * *
(١٠٦) - {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٩/ ٣٥١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٦٢٤)، لكن في تفسير قوله تعالى: {مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ} الأنعام: ٧٥.
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٢١٢).