فسَّر بعضُهم قولَه تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} الشرح: ٧؛ أي: إذا فرغت من الدعوة فانصَبْ في العبادة.
* * *
(٤) - {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى}.
وقوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ}: أي: نزِّل تنزيلًا ممن خلق الأرض {وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى}: جمع العلياء.
* * *
(٥) - {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}.
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فسَّرناه في سورة الأعراف.
وقيل: معناه: قهر هذا السرير على مراده، وسخَّره على تدبيره، فكان كما أراد، وكذلك سائر المخلوقات، غير أن العرش لمَّا كان أعظمَ المخلوقات نبَّه بذكره على ما دونه من سائر المخلوقات، وقال الشاعر:
قد استوى مروانُ في سلطانه... وابنُ الزبير غافلٌ عن شأنه (١)
أي: قَهَر.
وقيل: خاطب اللَّه تعالى عباده بما يتعارفونه بينهم، ولما كان الملِكُ منهم إذا كان جليلًا جلس على سرير أعدَّه لنفسه يَدلُّ بذلك على عظمته ومُباينته لمن سواه، ثم اتَّسع الأمر فيه حتى قيل: قد جلس فلان على سرير الملك، وإن لم يكن منه جلوس، ولكن يعبَّر به عن كون المُلْك له، وعن بينونته لغيره (٢) في الجلالة،
(١) لم أجده.
(٢) "لغيره" ليس من (ف).