ففهَّمنا اللَّه تعالى انفراده بالملك والعظمة بذكر العرش والاستواء عليه.
وقال سعيد بن زائدة الخزاعي في النعمان بن المنذر مَلِك العرب:
قد نال عرشًا لم يَنَلْه نائلُ... جنٌّ ولا إنسٌ ولا ديَّارُ (١)
أي: مُلْكًا.
* * *
(٦) - {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}.
وقوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}: أي: ذلك كلُّه ملكُه وفي قبضته، وتحت قهره وقدرته وأمره، ولا يمتنِع شيء منه عما يصرِّفه عليه.
وقوله تعالى: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}: أي: وما تحت الأرض؛ لأن ظاهر الأرض من ترابٍ جافٍّ، وما هو أسفل منه إذا كثر فهو تراب مبتلٌّ وهو الثرى.
يقول: يعلم ما تحت الأرض مما بطَن فيها كما يعلم ما ظهَر منها وما بينهما.
وقد ذكر وهب أن الأرضين السبع على عاتق الملَك، والملَكُ قدماه على الصخرة وهي ياقوتة من الجنة، والصخرةُ على قرني ثور من الفردوس، والثورُ على ظهر حوتٍ من الكوثر، والحوتُ على البحر، والبحرُ على جهنم، وجهنمُ على متن الريح، ومتنُ الريح (٢) على حجابٍ من ظُلمةٍ، والحجاب على الثرى، وإلى الثرى
(١) البيت في "العرش" لأبي جعفر ابن أبي شيبة (ص: ٣٩)، و"التبصير في الدين" للإسفراييني (ص: ١٣٩)، و"العرش" للذهبي (١/ ٢٨٥).
(٢) في (ف): "والريح".