{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}: أي: أعندَ هؤلاء المشركين خزائنُ رحمةِ اللَّه، فيقسِمون منها ما يشاؤون على مَن يشاؤون حتى يُعْطوا النبوَّةَ مَن يريدون؟!
أي: فليس لهم ذلك، بل هو للَّه يُعطيها مَن يشاء، وهو كقوله: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}.
* * *
(١٠) - {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ}.
وقولُه تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}: أي: أمْ يدَّعون أنَّ مُلْكَ السماوات والأرض وما بينهما مِن الهواء لهم، فهم قادِرون على إنزال ما يُريدون مِن الوحي إلى مَن يريدون أنْ تكونَ النبوة له، وعلى المنع مِن نزول الوحي على مَن لا يُريدون، حتى يمنعوا ملائكتي مِن النزول بالوحي على محمد؟! فإن (١) كانوا يدعونه:
{فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ}: أي: فليَصْعدوا إلى السماء مِن أبوابها وطرُقِها الموصِلة إليها، فليمنحوا مِن نزول الوحي على محمد، وإذ لا يُمكنهم أنْ يدَّعوا ذلك وهي لي، كان لي أنْ أُنزلَه على مَن أشاءُ.
* * *
(١١) - {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ}.
وقولُه: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ}: قيل: أي: لو كان هؤلاء يُطيقون الصُّعودَ إليها لكانوا جُنْدًا مهزومين هنالك؛ أي: في موضع الارتقاء، فكيف وهم لا يُطيقون الارتقاء إليها؟!
(١) في (ف): "فإنهم".