وانتظامُ السورتين: أنَّهما في مُحاجَّة المشركين، ووعد المؤمنين، ووعيد الكافرين.
* * *
(١ - ٢) - {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}.
وقولُه تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ}: أي: إنزال القرآن شيئًا فشيئًا على محمد {مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}؛ أي: في انتقامه {الْحَكِيمِ}؛ أي: في أحكامه.
وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديرُه: تنزيل الكتاب العزيز الحكيم مِن اللَّه، فهُما مِن صفات القرآن، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} فصلت: ٤١، وقال: {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} يس: ١ - ٢.
وقولُه تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ}: يا محمد {الْكِتَابَ}؛ أي: القرآن {بِالْحَقِّ}؛ أي: ببيان الحق؛ أي: وبما يحِقُّ الأخذ به.
وقولُه تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ}: أي: وحِّدْه وأَطِعْه {مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}؛ أي: مُصفِّيًا له الاعتقاد والعمل.
* * *
(٣) - {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}.
وقولُه تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}: أي: المُسْتحِقُّ للطاعة الخالصة التي لا يشوبُها شرك هو اللَّه تعالى، إذ هو الخالق الرازق المالك المنفرد بالألوهية.