وقولُه: {يَاحَسْرَتَا}: كلمةُ تأسُّفٍ وتلهُّفٍ، والألف في آخرها للنُّدْبة، وقد يُقال: يا حسرتاه، وكذلك: (يا ويلا ويا ويلاه)، و: (يا ويلتا ويا ويلتاه).
{عَلَى مَا فَرَّطْتُ}: {مَا} مع الفعل مصدرٌ؛ أي: على تفريطي، وهو التقصير.
{فِي جَنْبِ اللَّهِ}: قال ابن عباس والحسن وأبو عُبيدة وقُطْرُب: أي: في ذات اللَّه (١).
وقال أبو عُبيدة في قول: في دِين اللَّه.
وقال الضحاك: في نعمة اللَّه (٢).
وقال ثعلب: في أمر اللَّه، وأنشدَ:
خليليَّ كُفَّا واذكرا اللَّه في جَنْبي... فقد لمتُما (٣) في غير شيء ولا ذَنْبِ (٤)
وقال القَفَّال: أي: فيما يتَّصِل بطاعة اللَّه ورضاه، ومجازُ الكلمة: في جَنْبٍ يُمال إلى اللَّه تعالى، وكذلك الجانب والجَنْبة والجَناب.
وقيل: هي صلة زائدة، ومعناه: في اللَّه، وأنشدوا لكُثَيِّر:
(١) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٥/ ١٣٢) عن الحسن، وهو قول مقاتل كما في "تفسيره" (٣/ ٦٨٤)، وذكره الماتريدي في "تفسيره" (٨/ ٦٩٧)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٢٩) من غير نسبة، وانظر قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" (٢/ ١٩٠).
(٢) لم أقف عليه، ذكر مكي بن أبي طالب في "الهداية" (١٠/ ٦٣٦٤) عن الضحاك أنه فسرها بقوله: في ذكر اللَّه.
(٣) في (ف): "نلتما".
(٤) أنشد صدره الليثُ بن المظفر، كما في "تهذيب اللغة" للأزهري (١١/ ٨١)، وابن الأعرابي كما في "المحكم" (٧/ ٤٦٠) لابن سيده، وذكره الميداني في "مجمع الأمثال" (١/ ١٤١) من غير نسبة.