نَصَرْنا رسولَ اللَّهِ والدِّينَ عَنْوَةً... على رَغْمِ عاتٍ (١) مِن مَعَدٍّ وحاضرِ
بِضَرْبِ كإِيزاغ المَخاضِ مُشاشُه (٢) ... وطَعْنٍ كأفواه اللِّقَاحِ المَصادرِ (٣)
وسَلْ أُحُدًا يوم استقلَّتْ جُموعُهم... بِضَرْبٍ لنا مِثْلَ اللُّيوثِ الخَوادرِ (٤)
ألَسْنا نخوضُ الموتَ في حَوْمَة الوَغا... إذا طابَ وِرْدُ الموتِ بين العساكرِ
ونَضْرِبُ هامَ الدَّارِعين وننتمي... إلى حسَبٍ مِن جِذْمِ غسَّانَ (٥) قاهرِ
فلولا حياءُ اللَّهِ قلنا تَكَرُّمًا... على الناس بالخَيْفَينِ (٦): هل مِن مُنافرِ؟
فأحياؤُنا مِن خيرِ مَن وطِئَ الحَصا... وأمواتُنا مِن خيرِ أهل المقابرِ (٧)
قال: فقام الأَقْرَعُ بنُ حابسٍ، فقال: إني واللَّهِ يا محمَّدُ لقد جئتُ لأمرٍ ما جاء له هؤلاء، وإني قد قلتُ شعرًا فاسْمَعْه، فقال: "هاتِ"، فقال:
(١) في النسخ الثلاث: "غاب"، والمثبت موافق لما في "ديوان حسان" (٢/ ٤٨٧) ولمصادر التخريج الآتية.
(٢) هو قذف الإبل بأبوالها، وذلك إذا كانت حوامل، شبه الضرب به. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (٢/ ٢٧).
(٣) كذا في النسخ الثلاث، والذي في مصادر التخريج: "الصوادر".
(٤) يقال: خدر الأسد في عرينه؛ إذا لم يكد يخرج، فهو خادر مُخْدِر كثير الخدور. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٧/ ١١٩).
(٥) جذم القوم: أصلهم. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١١/ ١٤).
(٦) في (أ): "بالخيفى". وفي (ف): "بالجفى"، وفي (ر): "بالتحقيق"، وكلها تصحيف، والمثبت من الديوان والمصادر.
والخَيْفُ: ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف بمنى. انظر: "الصحاح" (٤/ ١٣٥٩).
(٧) انظر: "ديوان حسان" (٢/ ٤٨٧).