وقيل أيضًا (١): أراد به انحطاطَ المرتبة (٢)، ونقصانَ المنزلة بسبب الزَّلَّة.
وقوله تعالى: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}: أي: إبليسُ لهما وهما لإبليس، وإنْ جُمع معهما الحيَّة، فهي عدوُّ بني آدم وهم عدوُّها؛ هي تَلسعهم وهم يَدمغونها، وإبليسُ يفتنهم وهم يلعنونه.
وإنْ أُريد بالأوَّل آدمُ وحوَّاء وذرِّيَّتهما، فالتعادي مِن التحاسُد في الدنيا أو الاختلافِ (٣) في الدِّين، وهذا إخبارٌ عن كونه، لا أمرٌ بتحصيله.
وقالوا: العداوةُ مع إبليس دينيَّةٌ، فلا ترتفعُ ما بقيَ الدِّين، والعداوةُ مع الحيَّة طبيعيَّةٌ فلا ترتفعُ ما بقيَ الطبعُ، ثم هذه عداوةٌ تأكَّدت بيننا وبينهم، لكنَّ حزبًا يكون اللَّه معهم كان الظَّفَر لهم.
وقيل: لمَّا قال: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} قال آدم: الحمدُ للَّه حيث لم يقل: أنا لكم عدوٌّ.
والعدوُّ: هو المجاوِز حدَّه في مكرور صاحبِه، مأخوذ مِن التَّعدِّي، ثم هذا (٤) اسم يَصلح للواحد والجمع، والذكر والأنثى، قال تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (٥) المنافقون: ٤ وهذا لأنَّه على بناء بعض المصادر.
وقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}: أي: موضعُ قرارٍ، وقد قَرَّ واستقرَّ، والمُستَقَرُّ: مكانُ الاستقرار.
(١) "أيضًا": زيادة من (أ).
(٢) في (ف): "الانحطاط في الرتبة".
(٣) في (ر) و (ف): "والاختلاف".
(٤) في (أ): "هو".
(٥) في (أ): "فاحذروهم".