(١٨ - ١٩) - {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (١٨) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}.
{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}؛ أي: منشقٌّ بسبب ذلك اليوم، كما قال: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} الانفطار: ١، وقال: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} الانشقاق: ١، وقال: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} الفرقان: ٢٥.
وظاهر لفظه لفظُ المذكَّر، ولذلك قال: {مُنْفَطِرٌ}، وقال: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، و: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} فأنَّث لأنَّها مؤنَّثة سماعًا.
{كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا}: أي: كان ما وعَد اللَّه من كون هذا اليوم على ما فيه من الشَّدائد ممَّا يفعله اللَّه ويحققه.
قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ}: أي: إنَّ هذه السُّورة تذكير وعظة.
{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}: أي: فقد سَهُل التَّذكير واتَّضح (١) سبيلُ الآخرة، فمَن شاء أَمْكَنه أن يتَّخذ لنفسه سبيلًا إلى نيل رضا اللَّه وثوابه.
* * *
(٢٠) - {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ}: قرأ نافع وأبو عمرو
(١) بعدها في (ر) و (ف): "سلوك".