وقيل: سنزيدُ المحسنين (١) الذين كانوا أسلَموا قبلَ ذلك.
وقيل: أي: الذين لم يدَّخِروا المنَّ والسَّلوى لغدٍ.
وقيل: هو على التَّفصيل: مَن كان خاطئًا غَفرنا له خطاياه، ومن كان مُحسِنًا زدنا له في عطاياه.
* * *
(٥٩) - {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.
وقوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}: أي: غيَّروا، فلم يَقولوا: حطَّة، بل قالوا: حنطة.
وقيل: قالوا: (هنطا سُمقاثا) (٢)، وهي بلسانِهم: حنطةٌ حمراءُ (٣)؛ استهزاءً، وهذا كان من بعضهم، وفعل المحسنون (٤) ما أُمِروا به، ولهذا لم يقل: فبدلوا، بل قال: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}.
وظاهرُه يَدلُّ على أنَّهم بدَّلوا القولَ وحدَه دون العملِ به (٥)، وبه قال جماعةٌ.
وقيل: بل بدَّلوا القول والعمل جميعًا، ومعنى قوله: {قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}
(١) من قوله: "منكم فيما بعد" إلى هنا من (أ).
(٢) في (ر): "حطانا سمقانا"، وفي (ف): "حنطانا سمقانا".
(٣) رواه الطبري (١/ ٧٢٥)، وابن أبي حاتم (١/ ١١٩) (٥٨٩) من قول ابن مسعود رضي اللَّه عنه. وانظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٥٠).
(٤) بعدها في (ر).
(٥) لفظ "به" ليس في (أ).