وقال هناك: {فَأَرْسَلْنَا}، وقال هاهنا: {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، وقال هناك: {يَظْلِمُونَ} (١) البقرة: ٥٧ ليُعلَمَ أنَّ المراعَى اتِّفاقُ المعاني، وأنَّها لا تَتغيَّرُ باختلاف الكلمات.
* * *
(٦٠) - {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
وقوله تعالى: ({وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ}): تقديرُه: وإذ استسقانا، والاستسقاءُ: سؤالُ السَّقيِ وطلبُه، وهو (٢) بالدُّعاء هاهنا، وقد سَقيتُه سَقيًا بفتح السِّين؛ أي: أعطيتُه ما يشربُه، وسقيتُ الأرضَ ونحوها بفعلي، وأسقيتُ فلانًا؛ أي: جعلتُ له سُقْيًا يَشربُ (٣) منه، ويَسقي به الزَّرعَ.
وقال في "ديوان الأدب": سقاهُ اللَّهُ وأسقاه بمعنى (٤)، وقد جمعَهُما لبيدٌ فقال (٥):
سقى قومي بني نَجْدٍ وأسْقَى... نُمَيْرًا والقبائلَ مِن هِلالِ (٦)
ويقال: سَقَيْتُهُ، لِشَفَتِهِ، وأسْقَيتُهُ، لماشيتِه وأرضِه، وأسقيتُهُ (٧)؛ أي: دعوتُ له بالسُّقيا، قال ذو الرُّمة:
(١) في (ر): "بما كانوا يظلمون".
(٢) "وهو" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "ليشرب".
(٤) في (ر): "وأسقى بمعنى وأسقاه" بدل "وأسقاه بمعنى".
(٥) في (أ): "شعر" بدل: "فقال".
(٦) انظر: "شرح ديوان لبيد" (ص ٩٣)، وفيه وفي "ديوان الأدب": "بني مجد" بدل: "بني نجد".
(٧) لفظ: "وأسقيته" من (أ).