وأُسْقِيهِ حتَّى كادَ ممَّا أبثُّهُ... تُكَلِّمنِي أحجارُهُ وملاعبُهْ (١)
وأسْقِني إهابَك؛ أي: اجعلهُ لي سقاءً (٢).
والسِّقْيُ بكسر السين: الحظُّ مِن الشِّرْب، والسِّقاءُ: القِرْبةُ للماء واللَّبن، والسِّقايةُ: الموضعُ الذي يُتَّخذُ فيه الشَّرابُ (٣) في المواسم وغيرها، والسِّقايةُ في سورة يوسف عليه السلام: الصُّواعُ الذي كان يَشربُ منه الملك.
والمِسقاة: ما يُتَّخَذُ للجِرار (٤) تُعلَّقُ عليه، والاستقاءُ من البئر ونحوها: الأخذُ منها.
وقوله تعالى: {مُوسَى لِقَوْمِهِ} هم بنو إسرائيل، ومعناه: واذكروا أيضًا إذ سألَ موسى ربَّه أن يَسقِيَهم في البرِّيَّةِ قبل التِّيه، وقيل: في التِّيه.
وقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَر} وكان عصاهُ مِن آسِ الجنَّة، وكان عشرةَ أذرعٍ بذراع موسى، وهي التي كانت معجزته، وهي التي كانت تَنقلِبُ حيَّةً.
فأمَّا الحجرُ فقد قيل: أمرَهُ اللَّهُ تعالى أن يأخذَ حجرًا خفيفًا مثلَ رأسِ الإنسان، فيضعَهُ في المِخلاة.
وقيل: مثلَ رأس الهرة.
وقيل: مثل رأس الثَّور.
وقال مقاتلٌ: كان حجرًا مربَّعًا (٥).
(١) انظر: "ديوان ذي الرمة" (٢/ ٨٢١).
(٢) انظر: "ديوان الأدب" للفارابي (٤/ ١٠٥)، ووقع في (ر): "إهابًا" بدل: "سقاء".
(٣) في (ف): "الشرب".
(٤) في (ر): "من جراب" بدل: "للجرار".
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ١١٠)، و"تفسير أبي الليث" (١/ ١٢٣).