وقال عبدُ الرَّحمن بنُ زيد: هو الإنجيل (١).
سُمِّيَ الإنجيلُ روحًا، كما سُمِّيَ القرآنُ روحًا في قوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} الشورى: ٥٢، وسُمِّيَ الكتابُ روحًا؛ لأنَّه سببٌ لحياة القلوب، كالرُّوح به حياةُ الأبدان، وسُمِّيَ جبريلُ روحًا؛ لأنَّ حياةَ الخلقِ بالقرآن والدِّينِ وإنزالِ القرآن، وبيانُ الدِّين كان منه، قال تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} الأنفال: ٢٤.
وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: الرُّوح: اسمُ اللَّه الأعظم الذي به كان يُحيي الموتى، ويُبْرِئ المرضى (٢).
وقيل: هو الرُّوحُ الذي به حياةُ البدن.
وخصَّ روحَه بوصفه (٣) بالقُدُس -وهو الطَّهارة-؛ لأنَّه لم يتضمَّنه أصلابُ الفُحولَة، ولا اشتملَ (٤) عليه أرحامُ الطَّوامث (٥).
وقوله تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ} الألف للاستفهام، ومعناهُ الاستنكار.
وقوله تعالى: {بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ} أي: بما لا تُحِبُّ. وقد هَوِيَ يَهوى (٦) من حد: عَلِمَ؛ أي: أحبَّ، ومعناه: بما لا تَهواهُ، ولمَّا حُذِفَت الهاءُ كان الفعلُ واقعًا على
(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٢٢٣).
(٢) في (ر): "الأبرص والأكمه" بدل: "المرضى". والأثر أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٢٢٣)، وابن أبي حاتم (١/ ١٦٩) (٨٨٦) بلفظ: "هو الاسم الذي كان يحيي به عيس الموتى".
(٣) في (ف): "لوصفه".
(٤) في (ف): "تشتمل".
(٥) انظر: "النكت والعيون" للماوردي (١/ ٢٣٣).
(٦) في (أ): "هوى" بدل: "يهوى".