ولهذا عدَّهُ البخاريُّ فيهم.
" قيل لأنسٍ؟ أشهدتَ بدْراً؟ فقالَ: وأينَ أغيبُ؟، وشهدَ بعضُ العبيد خيبرَ، ورضَخ لهم من الغنيمةِ كما سيأتي.
قالَ تعالى: " ليْسَ على الأعْمى حَرَجٌ ولا عَلى الأعْرجِ حَرَجٌ ولا على المريضِ حَرَجٌ. . الآية ".
وعن البراءِ، قالَ: " لما نزلت: " لا يسْتوي القاعِدون مِن المؤمنين "، دعا رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زيد يعني ابن ثابتٍ فجاء بكتفٍ فكتبها، وشَكا ابنُ أمِّ مَكتومٍ، ضَرارَتَهُ، فنزلَتْ: " غيْرُ أُولي الضَّرَرِ " (٢٠)، أخرجاهُ، لفظُهُ للبخاري.
قالَ تعالى: " ليْسَ على الضُّعفاءِ ولا عَلى المَرْضى ولا عَلى الذينَ لا يجدونَ مَا يُنفقونَ حَرَجٌ إذا نَصَحوا لله ورَسولهِ ما عَلى المحسنينَ مِنْ سبيلٍ واللهُ غفورٌ رحيمٌ. ولا على الذينَ إذا ما أتوْكَ لِتَحملَهُمْ قلتَ لاأجدُ ما أحْمِلكُم عليْهِ تَوَلّوا وأعْيُنهمْ تَفيضُ مِنَ الدّمعِ حزناً ألا يجدوا ما يُنفقونَ ".
ذكرَ أهلُ التفسيرِ والسّيرِ أنّ البكّائين كانو سبعةً، وهمْ: سالمُ بنُ عُميْرٍ، وعبدُالله ابنُ المغَفّل المُزَنيُّ، وأبو ليْلى: عبدُ الرحمنِ بنُ كعْبٍ، وعِرْباضُ بنُ ساريةَ، وعليةُ بن زيدٍ (٢١)، وعمرو بنُ الحمام، وهَرمي بنُ عبد الله رضيَ اللهُ عنهم.
عن أنسٍ: " أنّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كانَ في غَزاةٍ، فقالَ: إنّ أقواماً بالمدينةِ خلّفناهُمْ، ما سَلكنا شِعْباً ولا وادياً إلا وهمْ معنا حَبسَهُم العُذْرُ " (٢٢)، رواهُ البخاريُّ.
ولمسلمٍ عن جابرٍ: مثلُهُ (٢٣)، وقالَ: " حَبسهُم المرضُ ".
(٢٠) البخاري (١٤/ ١٢٩) ومسلم (٦/ ٤٣).
(٢١) بالأصل غير بين، والتصحيح من الإصابة، لابن حجر رحمه الله (٢/ ٥٠٠)، وفي تفسير الإمام ابن كثير (٢/ ٣٨٢) رحمه الله أثبت (علية بن زيد) بالياء التحتانية وأظنه خطأ لأنه بالباء كما في الإصابة.
(٢٢) البخاري (١٤/ ١٣٣).
(٢٣) مسلم (٦/ ٤٩).