مقام أخزى لصاحبه من رجل من الكتّاب اصطفاه بعض الخلفاء, وارتضاه لسره, فقرأ عليه يوما كتابا فيه: مُطِرنا مطرا كثر عنه الكلأ. فقال له الخليفة ممتحنا له: وما الكلأ؟ فتردد في الجواب وتعثر لسانه ثم قال: لا أدري. فقال: سل عنه. قال أبو القاسم الزجاجي في شرح مقدمة أدب الكاتب: وهذا الخليفة هو المعتصم, والكاتب أحمد بن عمار, وكان يتقلد العرض عليه. وكان المعتصم ضعيف البصر بالعربية, فلما قرأ عليه أحمد بن عمار الكتاب وسأله عن الكلأ فلم يعرفه, قال: إنا لله وإنا إليه راجعون, خليفة أمي, وكاتب عامي! ثم قال: من يقرب منا من كُتاب الدار؟ فعُرُّف مكان محمد بن عبد الملك الزيات, وكان يقف على قَهْرمة الدار. فأمر بإشخاصه. فلما مثل بن يديه قال: ما الكلأ؟ قال: النبات كله رطبه ويابسة, فإذا كان رطبا قيل له: خَلاَّ, وإذا كان يابسا قيل له: حشيش. وأخذ في ذكر النبات من ابتدائه إلى اكتهاله إلى هَيْجه. فقال المعتصم: ليتقلد هذا العرض علينا, ثم خص به حتى استوزره
الحشيش: منشؤه ووصفه, وتحليله, وكلام عنه: المقتطف ج ٤٦ ص ٢٧٨ وج ٥١ ص ٥٥٧. علم الدين ج ٢ ص ٤٥٦ - ٤٦٤. الخطط الجديدة لعلي باشا مبارك ج ٨ ص ٢٠: في الكلام على الحشيشة, ومعنى الشاهدانج, والكلام على الخشخاش.
من اسماء الحشيش عندهم الحماس وسيأتي. في فارس يسمون الحشيشة: تازيانِهْ سالك, أي عصا السالك, أي عند متصوفتهم الملامتية, الذين يكثرون أكل الحشيش. وورد ذكرهم في ج ٣ ص ٣٨٩ من خلاصة الأثر. والعامة تسمى الحشيشة أيضا بالشجرة, ويقولون: فلان بيشجَّر, أي يشربها, وقد ذكر في الشين. مدامة حيدر: انظرها في