وقد تزوج جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصرانيات (١).

وأما قوله تبارك اسمه: {وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} (٢) فمعناه: حل لكم إطعامهم، فأما هم فلا يخاطبون بتحليل ولا تحريم، والله أعلم (٣).

قال الله تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (٤) الآية.

قال محمد بن مسلمة (٥)

(١) روي عن عثمان بن عفان أنه تزوج نصرانية، وأن طلحة بن عبيد الله تزوج يهودية.
الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد: ٨٧، مصنف عبد الرزاق: ٦/ ٧٩، ٧/ ١٧٧، مصنف ابن أبي شيبة: ٣/ ٤٦٣ من رخص في نكاح نساء أهل الكتاب، سنن البيهقي: ٧/ ١٧٢ الموضع السابق، تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٠.
(٢) سورة المائدة: الآية ٥
(٣) هذا ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أنهم لا يخاطبون بتحليل ولا تحريم، وأن هذه رخصة للمسلين لا لأهل الكتاب، وقيل: إن هذا من باب المجازاة كما يحل لكم طعامهم فيحل لهم طعامكم، وقيل: لأنه ذكر عقيبه حكم النساء، ولم يذكر حل المسلمات، فكأنه قال: حلال لكم أن تطعموهم حرام عليكم أن تُزوجوهم.
معالم التنزيل: ٣/ ١٨، المحرر الوجيز: ٥/ ٣٩، تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٠.
واستدل بهذه الآية ابن العربي والقرطبي على أن الكفار مخاطبون بتفاصيل شرعنا، قال القرطبي في تفسيرهذه الآية: دليل على أنهم مخاطبون بتفاصيل شرعنا، أي: إذا اشتروا منا اللحم يحل لهم اللحم، ويحل لنا الثمن المأخوذ منهم.
أحكام القرآن لابن العربي: ١/ ٦٤٧، الجامع لأحكام القرآن: ٦/ ٧٩.
(٤) سورة المائدة: الآية ٦
(٥) محمد بن مسلمة بن هشام بن إسماعيل المخزومي المدني، أبو هشام، روى عن مالك وتفقه عنده، وإبراهيم بن سعد، أحد فقهاء المدينة من أصحاب مالك، له كتب فقه أخذت عنه، مات سنة ٢٠٦ هـ.

تاريخ دمشق: ٥٥/ ٢٩٠، الديباج المذهب: ٢/ ١٥٦.