(يا نوح اهْبطْ بسلام مِنّا وبركات عليك) .
والخليل قال: (الحمد للَه الذي وهب لي على الكِبَر إسماعيل وإسحاق) ، فوجد الفداء: (وفدَيْنَاه بذبح عظيم) .
وداود وسليمان قالا: (الحمد للهِ الذي فَضلنا على كثير من عباده المؤمنين) ، فوجدا النبوءة والْملْك بقوله تعالى: (وكلاَّ آتيْنَا حكماً وعِلماً) .
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أمره الله تعالى بالحمد، فوجد الرِّفْعة والشرف بقوله تعالى: (ألم نشرح لكَ صَدْرَك) .
وأنت يا محمدي إذا أكثرتَ من هذه السورة وطلبتَ منه سبحانه شيئاً أتراك
لا تَنَاله وقد أعطاكَ الله ما أعطى الأنبياء، فاحْمَدِ اللهَ الذي هداكَ لها.
وخصكَ بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسم وعلى آله أفضل صلاة وأزكى
تسليم.
فإن قلت: هل للسور غيرها من القرآن هذه التسمية أوْ لهَا اسم واحد
يخصها؟
فالجواب: قد قدمنا في حرف اللام تسمية سوَر باسم واحد، ونذكر لكَ
الآن تسمية بعض السور بأسماء تتمةً للفائدة:
فالبقرة تسقى بفسطاط القرآن لما جمع فيها من الأحكام التي تذْكَر في
غيرها.
وسنام القرآن، لأنها أعلاه.
وآل عمران: اسمها في التوراة طيبة، وفي صحيح مسلم تسميتها والبقرة
الزهراوين.
والمائدة: تسمى أيضاً العقود، والْمنْقذة، قال ابن الغرس: لأنها تنقذ
صاحبها من ملائكة العذاب.
والأنفال: تسمى سورة بَدْر.
وبراءة: تسمى التَّوبة، لقوله تعالى: (لقد تاب الله على النبي) .
والفاضحة لأن فيها: ومنهم، ومنهم، قال ابن عباس: