شركاءهم، فما على هذا موصولة.
أوْ ضلَّ عنهم قولهم الذي كانوا يقولون من
الشرك، فما على هذا مصدريّة.
(ما لَهمْ مِنْ مَحِيص) ، أي علموا أنهم لا مهرب لهم من
العذاب.
وقيل يوقف على (ظَنوا) ، ويكون (ما لهم) استئنافاً، وذلك ضعيف.
(ما تفرَّقُوا إلا مِنْ بعد ما جاءهُم العِلْمُ بَغْياً بينهم) :
يعني أَهل الأديان المختلفة من اليهود والنصارى وغيرهم.
(مَنْ كان يُريد حَرْثَ الآخرة نَزِدْ له في حَرْثهِ) :
عبارة عن العمل لها، وكذلك حرث الدنيا، وهو مستعار من حَرْث الأرض، لأن الحارث يعمل وينتظر المنفعةَ بما عَمِل.
(ما قَنَطوا) ، أي يئسوا.
(مَنْ عَفَا وأصلح فأجْرُه على الله) :
في هذه الآية إشارة إلى فعل الحسن بن علي حين بايع معاوية، وأسقط حقَّ نفسه، ليصلح أحوال المسلمين، ويحقن دماءهم، ولهذا قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ".
وفيها دليل على أن العفو عن المظلمة أفضل من الانتصار، لأنه ضمن الأجر
في العفو، وذكر الانتصار بلفظ الإباحة في قوله: (ولَمَنِ انتصر) .
فإن قيل: كيف ذكر الانتصار في صفات المدح في قوله: (والذين إذا
أصابهم البَغْيُ هم يَنْتَصِرون) ، والمباحُ لا مَدْحَ فيه ولا ذم؟
فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنَّ المباحَ قد يُمْدَح، لأنه قيام بحق لا بباطل.