فالكسر على معنى: فهو غفور رحيم، والفتح على معنى، فمغفرة الله ورحمته حاصلة لذلك التائب المصلح.
ومنها: أن تقع خبرًا عن قول، وخبرها قول، وفاعل القولين واحد، كقولهم: أول قولي أني أحمد الله؛ بالفتح؛ على معنى: أول قولي: حمد الله، وإني أحمد الله؛ بالكسر، على الإخبار بالجملة، لقصد الحكاية، كأنك قلت: أول قولي هذا اللفظ.
وقيل الكسر على أن الجملة حكاية القول، والخبر محذوف، تقديره: أول قولي: هذا اللفظ ثابت، وليس بمرضٍ، لاستلزامه ما لا سبيل إلى جوازه، وهو: إما الإخبار بما لا فائدة فيه، وإما كون أول صلة دخوله في الكلام كخروجه، لأن الذي هو أول قولي: إني أحمد الله حقيقة هو الهمزة من إني، فإن لم يكن أول صلة لزم الإخبار عن الهمزة من أني بأنها ثابتة، ولا فائدة فيه، وإن كان صلة لزم زيادة الاسم، وكلا الأمرين غير جائز.
وتكسر (إن) بعد (حتى) الابتدائية، نحو: مرض فلان حتى إنه لا يرجى برؤه، أو بعد (ما) الاستفتاحية، نحو: أما إنك ذاهب، فإن كانت (حتى) عاطفة أو جارة تعين بعدها الفتح، نحو: عرفت أمورك حتى أنك فاضل، وكذلك إن كانت (إما) بمعنى: حقًا، تقول: أما إنك ذاهب، كما تقول: حقًا إنك ذاهب، على معنى في حق ذهابك.
قال الشاعر: من الوافر
١٣٥ - أحقًا أن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق
تقديره: أفي حق ذلك؟
وجوز فيه الشيخ أن يكون (حقًا) مصدرًا، بدلا من اللفظ بالفعل.
٦٥ // وتفتح أن بعد (لا جرم) نحو قوله سبحانه وتعالى: (لا جرم أن الله يعلم ما يسرون) النحل / ٢٣. وقد تكسر.
قال الفراء: (لا جرم) كلمة كثر استعمالهم إياها حتى صارت بمنزلة حقًا، وبذلك فسرها المفسرون، وأصلها من جرمت، أي: كسبت.