وتقول العرب: لا جرم لآتينك، ولا جرم لقد أحسنت، فنزلها بمنزلة اليمين. قلت: فهذا وجه من كسر (إن) بعدها، قال: لا جرم إنك ذاهب، وما عدا المواضع المذكورة فإن فيه الفتح، لا غير، نحو قوله عز وجل: (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعةً) فصلت /٣٩. (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب) العنكبوت /٥١. (قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن) الجن /١. (ولا تخافون أنكم أشركتم بالله) الأنعام /٨١. (علم أنكم كنتم تختانون أنفسكم) البقرة /١٨٧. (ذلك بأن الله هو الحق) الحج /٦٢. (وإنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) الذاريات /٢٣.
ومن أبيات الكتاب: كتاب سيبويه: من الوافر
١٣٦ - تظل الشمس كاسفةً عليه ... كآبة أنها فقدت عقيلا
١٨٣ - وبعد ذات الكسر تصحب الخبر ... لام ابتداء نحو إني لوزر
١٨٤ - ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا ... ولا من الأفعال ما كرضيا
١٨٥ - وقد يليها مع قد كإن ذا ... لقد سما على العدا مستحوذا
١٨٦ - وتصحب الواسط معمول الخبر ... والفصل واسمًا حل قبله الخبر
إذا أريد المبالغة في التأكيد جيء مع (إن) المكسورة بلام الابتداء، وفرقوا بينهما كراهية الجمع بين أداتين بمعنى واحد، فأدخلوا اللام على الخبر، أو ما في محله.
أما الخبر فتدخل عليه اللام، بشرط ألا يتقدم معموله، ولا يكون منفيًا، ولا ماضيًا متصرفًا، خاليًا من (قد) نحو: إن زيدًا لرضي، بل يكون مفردًا، نحو قوله تعالى: (وإن ربك لذو مغفرةٍ) الرعد /٦. ومثله: (إني لوزر). أي: ملجأ، أو ظرفًا، أو شبهه، نحو قوله تعالى: (وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ) القلم /٤، أو جملة اسمية كقول الشاعر: من البسيط
١٣٧ - إن الكريم لمن ترجوه ذو جدةٍ ... ولو تعذر إيسار وتنويل