سورة هود ١١: ٨
{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}:
{وَلَئِنْ}: ارجع إلى الآية السّابقة (٧).
{أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ}: أجلنا عنهم العذاب، ولم نعاقبهم، ولم نستأصلهم مباشرة، ونُهلكهم، وأخّرنا عنهم العذاب.
{إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ}: الأمة تعني: الحين، أو فترة من الزّمن.
{مَّعْدُودَةٍ}: تفيد القلّة، وتعني: محدَّدة معلومة؛ أيْ: إلى أجل معلوم.
{لَيَقُولُنَّ}: اللام: للتوكيد. يقولن: والنّون في يقولن؛ لزيادة التّوكيد.
{مَا يَحْبِسُهُ}: ما: اسم استفهام؛ يحبسه؛ أيْ: ما يمنع نزوله كأنهم يكذِّبونه، ويستبعدون نزوله بهم، أو يستهزئون به.
{أَلَا}: أداة تنبيه، وتوكيد.
{يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}: أيْ: ليس منصرفاً عنهم؛ أيْ: لا ينقطع، أو يهدأ، أو يتوقف، أو يخفُّ.
{وَحَاقَ بِهِمْ}: أيْ: نزل وأحاط بهم من كلّ جانب، حاق: فعل ماض؛ أي: اعتبره وقع، وحصل رغم أنّه قادم في المستقبل؛ لأنّ الزّمن الماضي، والحاضر، والمستقبل كلّها متساوية عند الله؛ لأنّه هو خالق الزّمن. ارجع إلى سورة غافر آية (٤٥) لمزيد من البيان والفرق بين حاق ونزل.
{مَا}: اسم موصول، أو مصدرية.
{كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}: الباء: للإلصاق، وتفيد السّببية؛ أيْ: بسبب، أو بدل ما كانوا به يستهزئون؛ بسبب استهزائهم بالعذاب، وعدم تصديقهم بوقوعه.