سورة النحل ١٦: ٢٥
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}:
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ}: ليحملوا: اللام: للتعليل، والتّوكيد، وحذف على ظهورهم كما قال تعالى: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ} الأنعام: ٣١.
{أَوْزَارَهُمْ}: جمع وزر؛ أصل الوزر الحمل على الظّهر، والأزر: هو الظّهر؛ لقوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى}؛ أيْ: ظهري، فالأوزار: الآثام والذّنوب؛ أي: شبه الذنوب بالأوزار الثقيلة.
{كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: للتوكيد يوم القيامة.
{وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ}: ومن: بعضية، أو لبيان الجنس؛ أيْ: يحملون مثل أوزار من يضلونهم كاملة.
{الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}: أي: الّذين أعرضوا عن سبيل الله، وصدوا، وصرفوا غيرهم، ومنعوهم عن الإيمان، والتّصديق بالقرآن، وبالرّسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فهم رؤساء الضّلال سيحملون وزرين: وزر ضلالهم أنفسهم، ووزر إضلالهم لغيرهم.
{بِغَيْرِ عِلْمٍ}: أيْ: هؤلاء الرّؤساء يضلون من لا يعلم أنّهم يتبعون من هو على ضلال مبين، أو قد تعني: أنّ رؤساء الضّلال يضلون غيرهم جاهلين بعاقبة أمرهم، وما سيحملون من آثام، وذنوب.
{أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}: ألا: أداة تنبيه.
{سَاءَ}: بئس من أفعال الذّم.
{مَا}: بمعنى: الّذي؛ اسم موصول.
{يَزِرُونَ}: ما يحملونه من آثام، وذنوب.