سورة الأنبياء ٢١: ٣٢
{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}:
{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا}: أيْ: كالسّقف للأرض، فالسّموات السّبع الكروية الشّكل كلّ منها يغلف الأخرى، وكلها تحيط بالأرض الّتي تعتبر كمركز لهذه السّموات، وهن كالسقف لهذه الأرض الّتي بدورها تتشكل من سبع كرات صغيرة مقارنة بالسّموات السّبع.
سقفاً محفوظاً: أيْ: سقفاً محكماً، ومحفوظاً اسم مفعول من حفظ، وتقوم بهذه الحماية والحفظ النطق المسماة بنطق الحماية وهي نطاق المناخ، ونطاق الأوزون، والنطاق الإشعاعي، والنطاق المغنطيسي، والنطاق الخارجي، والنطاق المتأين، فهذه النطق تحفظ الأرض من بعض الأشعة الشّمسية المهلكة للأحياء والمسماة الأشعة فوق البنفسجية الّتي تسبب سرطانات الجلد الخبيثة، فمثلاً طبقة الأوزون تمنع اختراق تلك الأشعة.
وكذلك هناك الطّبقات الغازية وبخار الماء تقوم بدور عازل بحيث تحافظ على دفء الأرض وذلك بمنع تسرب الحرارة إلى الطّبقات العليا، وما يخترق الغلاف الغازي الجوي من أشعة شمسية وحرارة تكفي لاستمرار الحياة على الأرض وقتل الجراثيم الضّارة.
ارجع إلى سورة الطارق آية (١١): لمزيد من البيان.
فالسّماء وبما فيها من شموس وأقمار وكواكب ومجرات وأفلاك كلها آيات كونية تدل على عظمة وقدرة الخالق وعلى وحدانيته وألوهيته وربوبيته.
ورغم رؤية هذه الآيات الكونية الّتي هي أعظم من خلق النّاس، كما قال تعالى في سورة غافر آية (٥٧): {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
{وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}: أيْ: لا ينتفعون بها ولا يهتدون بها إلى الخالق ولا يفكرون بها.
ارجع إلى الآية (١) من نفس السّورة.