سورة المؤمنون ٢٣: ٣٧
{إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}:
{إِنْ هِىَ}: إن حرف نفي بمعنى ما وإن أقوى في النّفي من ما، هي: للتوكيد.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}: السّؤال هنا كيف نفهم قولهم نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين؛ لأنّ قولهم: نحيا، قد يُفهِم أنّهم يؤمنون بالبعث، ولكن قولهم بعدها: وما نحن بمبعوثين هو ينفي ذلك، وإنما المقصود بذلك عندما نحن نموت ونحيا يعني: يموت البعض ويخلق (يولد) غيرهم في نفس الوقت.
ولنقارن هذه الآية {إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} مع الآية (٢٩) من سورة الأنعام {وَقَالُوا إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.
الآية (٣٧) من سورة المؤمنون: جاءت في سياق الحياة الدّنيا، أيْ: ينكرون البعث وهم على قيد الحياة، أي: الآية جاءت في سياق الحياة الدّنيا.
أما الآية (٢٩) من سورة الأنعام: جاءت في سياق الآخرة (لذلك حذفوا نموت ونحيا)؛ لأنّ هذا لم يعد له وجود.
والدّليل على ذلك أنّه سبقها قوله: ولو ترى إذا وقفوا على النّار، فهم في الآخرة.
أمّا الفرق بين: إن هي إلا حياتنا الدّنيا، وما هي إلا حياتنا الدّنيا: النّفي في قوله: إن هي أشد من النّفي من قوله: ما هي، أي: التّكذيب وإنكار البعث أشد وأقوى حين يقولون: (إن هي) مقارنة بقولهم: (ما هي)؛ لأنّ هناك من النّاس من ينكر أو يكذب بشدة وتوكيد، وهناك من ينكر أو يكذب من دون توكيد أو مبالغة.