سورة آل عمران ٣: ٩
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}:
{رَبَّنَا}: ارجع إلى الآية (٨).
{إِنَّكَ}: إن للتوكيد.
{جَامِعُ النَّاسِ}: الأولين والآخرين، الإنس والجن، وأهل السماء وأهل الأرض، والظالم والمظلوم، وكل نبي وأمته، جامع الناس للحساب والجزاء.
{لِيَوْمٍ}: اللام: لام التوقيت (الدخول)، وهذا يدل على الاستقبال، يوم: يوم القيامة، يوم الجمع، يوم التغابن، يوم الحشر، وقد تكون اللام في كلمة (ليوم): لام التعليل؛ أي: لأجل ذلك اليوم؛ للدلة على تهويله وعظمته.
{لَا رَيْبَ فِيهِ}: لا: النافية، ريب: يعني: الشك والتهمة، فيه: ظرفية في زمن حدوثه.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}: إن: توكيد، الميعاد: يطلق على الزمان (وهو يوم القيامة)، والمكان (أرض المحشر)، إنك لا تخلف الزمان، ولا المكان، إنك جامع: اسم الله الجامع؛ أي: الذي جمع الكمالات كلها في ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، والذي يجمع الأولين والآخرين، جامع الخلائق يوم الحشر.
انتبه:
أولاً: هم يخاطبون الله إنك، ثم قالوا: إن الله لا يخلف الميعاد، بدلاً من إنك لا تخلف الميعاد كما ورد في الآية (١٩٤) في نفس السورة، الانتقال من صيغة الخطاب إلى الغيبة؛ للفت الانتباه، وكذلك إن الله لا يخلف الميعاد: خبر من الله تعالى، بينما إنك لا تخلف الميعاد في سياق الدعاء، وقوله إنك بصيغة المخاطب أقوى وأبلغ من صيغة الخبر.
ثانياً: إلى الفرق بين الميعاد، والمعاد: ميعاد: من الوعد، وقت الوعد؛ أي: زمنه ومكانه.
أما المعاد: من عاد يعود، اسم مكان، ومعاد الرجل: عودة الرجل إلى مكانه، يذهب إلى البلاد الأخرى، ثم يعود إلى بلده.
كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} القصص: ٨٥؛ أي: إلى مكة. ارجع إلى سورة القصص آية (٨٥) لمزيد من البيان.