سورة لقمان ٣١: ١٨
{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}:
{وَلَا}: الواو استئنافية، لا: النّاهية.
{تُصَعِّرْ خَدَّكَ}: الصَّعر: داء يصيب البعير ويجعله يميل برقبته.
ويشبه الإنسان المتكبر الّذي يميل بوجهه أو خده عن النظر إلى النّاس تهاوناً بهم، واختار الله سبحانه هذا التشبيه؛ لأن تصعير الخد داء جسدي والكبر أو التكبر داء خُلُقي.
{لِلنَّاسِ}: اللام لام الاختصاص؛ أي: خاصة للناس.
{وَلَا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحًا}: لا: الناهية، في الأرض؛ لأن الغلاف الجوي للأرض طبقة منها، فهو يمشي في وليس على الأرض.
{مَرَحًا}: المرح: هو الاختيال والتبختر؛ أي: لا تمشِ مشية المتعالي المختال المعجب بنفسه الجهول، ولكن امشِ باعتدال، ولا يعني ذلك امشِ مشية المطأطئ رأسه، بل ارفع رأسك ولا تقفز أو تمشِ جرياً أو بإسراع.
{إِنَّ اللَّهَ}: إن للتوكيد.
{لَا يُحِبُّ كُلَّ}: للتوكيد.
{مُخْتَالٍ}: اسم فاعل من: خال: تكبر، واختال زيادة في الاختيال؛ أي: بالغ في الاختيال والتكبر على الخلق بفعله؛ أي: بسلوكه، وقيل: هو الّذي وجد له مزية عند النّاس.
{فَخُورٍ}: وهو الذي بالغ في الفخر بأقواله؛ قيل هو الّذي وجد له مزية في نفسه يفتخر بها على النّاس، فخور بماله أو قبيلته أو جاهه.