سورة يس ٣٦: ٦٦
{وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ}:
{وَلَوْ نَشَاءُ}: الواو حرف عطف، لو شرطية.
{لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ}: اللام للتوكيد، طمسنا على أعينهم: الطّمس إزالة العين كاملة والجفن والشّق والمكان، فلا يكون هناك أي أثر يدل على أنه كانت هناك عينٌ، ولنعلم أنّ الطّمس هو المحو والإزالة وهو على نوعين:
١ - الطّمس على الأعين كما ورد في هذه الآية؛ يعني إزالة الأصل والأثر والعين كاملاً، فلا حاجب ولا جفن ولا أي أثر للعين.
٢ - والنّوع الثّاني: هو طمس العين كما ورد في سورة القمر آية (٣٧) {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} بدون كلمة على، فهذا الطّمس يعني العمى المؤقت (رغم وجود العين وما حولها) كما حدث لقوم لوط -عليه السلام- : ولو نشاء لطمسنا على أعينهم في الدّنيا فأصبحوا بدون أعين. فالطّمس في سورة يس أشد وأعظم تهديداً ووعيداً مما في سورة القمر.
{فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ}: الفاء جواب الشّرط، استبقوا الصراط؛ أي: بادروا إلى الإسراع؛ ليسيروا ويتسابقوا للوصول وللسير في شوارعهم وطرقهم المألوفة لهم والسّهلة الواسعة لما استطاعوا، ناهيك عن الطرق الضّيقة والفرعية.
ولكن لم نفعل ذلك، رحمة بهم لعلهم يتوبون ويرجعون.
{فَأَنَّى يُبْصِرُونَ}: الفاء للتوكيد، أنى تعني: كيف ومن أين؟ وللتعجب والاستفهام المؤكد، أنى يبصرون: أمامهم أو العودة إلى منازلهم، فيقفون في أماكنهم لا إلى الأمام ولا الخلف، وهذا تهديد لكفار مكة وتهديد لكلّ كافر بالطمس على أعينهم حتّى يخاف الله سبحانه. ولها معانٍ أخرى منها: ولو نشاء لأعميناهم وأضللناهم عن الهدى؛ أي: عمى البصيرة؛ فأنى يبصرون الحق ولكننا لم نفعل رحمة منا لعلهم يرجعون.