سورة يس ٣٦: ٦٧
{وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ}:
وهناك أشد من الطّمس على الأعين وهو المسخ.
{وَلَوْ نَشَاءُ}: الواو عاطفة، لو: شرطية.
{لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ}: اللام للتوكيد، مسخناهم: من المسخ والمسخ تعريفاً: هو تحويل صورة إلى صورة أبشع أو أقبح منها إهانة وإذلالاً.
{مَكَانَتِهِمْ}: في أماكنهم، والمكانة قد تعني على حالتهم؛ أي: يجمدهم فلا يستطيعون أيّ حراك، أو تحويلهم إلى حجارة أو غيرها من الحيوانات الكريهة المنظر.
{فَمَا}: الفاء جواب الشّرط، ما: النّافية.
{اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا}: المضيّ هو الابتعاد عن مكان الإقامة أو الذهاب إلى مكان آخر، والمضيّ هنا مطلق لم يحدّد؛ أي: أرادوا المضيّ إلى أيّ شيء فلا يستطيعون الذّهاب إليه سواء أرادوا أم لم يريدوا، ففي كلا الحالتين لا يستطيعون؛ لكونهم تجمّدوا في مكانهم ولا يستطيعون الحركة.
{وَلَا يَرْجِعُونَ}: لا لتوكيد النّفي، لا يرجعون: لم يحدّد نوع الرجوع إلى أين لا إلى أهلهم ولا إلى غير أهلهم ولا إلى ما كانوا عليه سابقاً، كما ورد في الآية (٥٠) السّابقة وحينما يقول: (ولا إلى أهلهم يرجعون) أسهل وأهون عليهم من القول ولا يرجعون (لأنّه لم يحدد الرّجوع إلى أيّ شيء) وهذا تهديد أشد من التّهديد الأوّل لكفار مكة وغيرهم من الكفار.