سورة النساء ٤: ٩٦
{دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}:
أي: الدرجات العالية في الجنة، والجنة كما نعلم (١٠٠ درجة)، كل درجة وأخرى كما بين السماء والأرض. والسؤال هنا: كيف نفسر منزلة المجاهدين درجات بعد أن ذكره الله تعالى (درجة) في الآية السابقة (٩٥) ذكر درجات ليبين معنى درجة ليس درجة واحدة، وإنما هي درجات حتى لا يظن أحد أنهم كغيرهم، وهذا يسمى التفصيل بعد الإجمال، وهناك تفسيرات أخرى:
تفسير أول: أعطى لأولي الضرر (القسم الثاني) درجة واحدة منزلة واحدة، وأعطى الله المجاهدين في سبيل الله بأموالهم، أو أنفسهم (القسم الثالث) درجات: منازل ومراتب في الآخرة.
تفسير ثانٍ: عندما قال سبحانه: درجة، فقد أجمل القول، ثم عاد وفسر ذلك بقوله: درجات منه ومغفرة.
تفسير ثالث: الدرجة تدل على درجة في الدنيا، وتعني: المدح، والتعظيم، والثناء، والذكر الحسن، ودرجات منه ومغفرة في الآخرة (تعني: درجات الجنة).
{وَكَانَ اللَّهُ}: كان تشمل كل الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل، كان، وما زال، وسيظل سبحانه.
{غَفُورًا}: صيغة مبالغة؛ أيْ: كثير المغفرة كمَّاً، ونوعاً، وأصل المغفرة الستر، فهو يغفر الذنوب العظام، ويغفر الذنوب، ولا يعاقب عليها.
{رَحِيمًا}: صيغة مبالغة رحيم كثير الرحمة لعباده المؤمنين في الدارين.