سورة المائدة ٥: ١٩
{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}:
{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ}: نداء مباشر إلى أهل الكتاب (أهل التوراة، والإنجيل، و (يا): للبعد. ارجع إلى الآية (١٥) في نفس السورة للبيان، وهذه الآية ليست تكرار للآية (١٥) لكل منهما سياق مختلف عن الأخرى انظر في الشرح.
{قَدْ}: للتحقيق.
{جَاءَكُمْ رَسُولُنَا}: أيْ: محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: رسولنا: للتشريف، والتعظيم.
{يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}: يُبيِّن: يُظهر لكم على حين فترة من إرسال الرسل.
الفترة: هي من فتر الشيء: سكنت حدته؛ أي: السكون والفتور؛ يعني: الضعف؛ أي: انقطاع من الوحي، وهي الفترة ما بين عيسى -عليه السلام- ، ومجيء الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- حوالي (٥٦٩ عام).
{يُبَيِّنُ لَكُمْ}: كثيراً من الشرائع التي أنزلت إليكم, ويُظهر لكم ما أنزل إليكم من ربكم، وما تحتاجون إليه من أمور العقيدة والتوحيد.
وقيل: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، والقرن مئة سنة، وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون، وبين إبراهيم وموسى عشرة قرون، وبين موسى وعيسى (١٧٠٠سنة)، وبين عيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حوالي (٥٦٩سنة) خمسة إلى ستة قرون.
{أَنْ تَقُولُوا}: أن: مصدرية للتعليل؛ تعني: لكيلا تقولوا.
{مَا جَاءَنَا}: ما: النافية. جاءنا: أتانا من بشير.
{مِنْ}: الاستغراقية.
{وَلَا نَذِيرٍ}: أيْ: ما جاءنا أحد من جنس الرسل.
{بَشِيرٍ}: الذي يجيء بأخبار سارة، أو بما يسرُّ، ولأول مرة.
{نَذِيرٍ}: من الإنذار، وهو الإعلام مع التخويف والتحذير. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٩)؛ لمزيد من البيان.
{فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}:
{فَقَدْ}: الفاء: للتوكيد. قد: للتحقيق، وزيادة التوكيد.
{جَاءَكُمْ}: المجيء عادةً يكون بمشقَّة، وتعب، والمجيء؛ يعني: وصل إليكم رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ}: البشير والنذير معاً؛ فقد أرسل إلى الثقلين بشيراً ونذيراً.
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}: لا يعجزه شيء في السموات، ولا في الأرض. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٠)؛ للبيان.