سورة المائدة ٥: ٩٢
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ =}:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}: وفي الآية (٣٢) من سورة آل عمران قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}، ولمعرفة الفرق بين هاتين الآيتين: ارجع إلى الآية (٥٩) من سورة النساء.
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}: فيما أمركم به، أو نهاكم عنه، وأطيعوا الرسول فيما فصل لكم من الأحكام، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق.
فالله -جل وعلا- أمر بالصلاة بشكل مجمل، ولم يفصل كيفية الصلاة، وعدد الركعات، وماذا نقول في كل ركعة، فجاء الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ليفصل لنا ما أمرنا الله به، فهنا علينا أن نطيع الله ونطيع رسوله.
{وَاحْذَرُوا}: من الحذر: وهو توقي الضرر سواء أكان ظناً أم يقيناً, هذه هي الآية الوحيدة التي ذكر فيها واحذروا، جاء التحذير هنا؛ لأن هذه الآية جاءت في سياق ذكر الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، وكلها رجس من عمل الشيطان، فناسب ذلك ذكر التحذير من الوقوع فيها.
{فَإِنْ}: الفاء: عاطفة للتوكيد، إن: الشرطية؛ تفيد أو تحمل معنى الاحتمال، والقلَّة.
{تَوَلَّيْتُمْ}: التولي: وهو أشد الأغراض؛ أي: الابتعاد؛ أي: أعرضتم، ورفضتم الإذعان لما أمركم الله به؛ من الاجتناب، والطاعة.
{فَاعْلَمُوا}: جواب الشرط لجملة {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ}.
فاعلموا أنكم لن تضروا الله تعالى، ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً؛ لأن وظيفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هي التبليغ فقط.
{أَنَّمَا}: كافة مكفوفة؛ تفيد التوكيد.
{عَلَى رَسُولِنَا}: على: تفيد العلو، والمشقة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم على: تفيد الحصر.
{الْبَلَاغُ}: الإيصال، إيصال ما أنزل الله تعالى من الآيات، والأحكام، وأيضاً تبيان ما نُزل إليكم.
و {الْمُبِينُ}: تعني: إيصال البلاغ، أو تبليغ كل فرد بصورة مباشرة، أو غير مباشرة المنهج بشكل كامل دون أي نقص.