سورة الأعراف ٧: ٣٦
{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:
هذه الآية: هي تتمة للآية السابقة؛ أيْ: فمن اتقى وأصلح، فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، والذين كذبوا بآياتنا.
{وَالَّذِينَ}: الواو: عاطفة، الذين: اسم موصول؛ يفيد التحقيق.
{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: أيْ: لم يؤمنوا بها، ويصدقوها، بعد أن قصتها رسلهم عليهم، (يقصون عليكم آياتي).
{وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا}: الاستكبار: أشد الكبر صيغة مبالغة؛ أي: طلب الكبر، وهو غير مؤهل له؛ أيْ: لا يملك أسباب الكبر، مثل: الغنى، والحكم، والعلم، وغيرها. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان في الكبر.
واستكبر: أيْ: أظهر عظم شأنه، فوق ما يستحق، والاستكبار يتضمن الإعراض عن آيات الله، والعمل بها، ورفض الإذعان لها. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان.
{عَنْهَا}: عن: تعني: المجاوزة، والابتعاد؛ أيْ: عن آيات الله -عز وجل- .
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة للبعد، ويفيد معنى الذم والتحقير.
{أَصْحَابُ النَّارِ}: أي: الملازمون للنار، لا يفارقونها، ولا تفارقهم؛ كالصاحب الذي لا يفارق صاحبه، أو أصحابها؛ أي: المالكون لها، مثل: صاحب المنزل الذي يملك منزله، ولا يتخلى عنه.
{هُمْ}: ضمير منفصل؛ يفيد التوكيد.
{فِيهَا خَالِدُونَ}: الخلود: هو استمرار البقاء من وقت مبتدأ له بداية إلى ما لا نهاية له، أو يبدأ خلودهم في النار بعد دخولهم فيها.