وقال لبيد:
فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها ... كلا مركبيها تحت رجلك شاجر
فجاز بأنى.
وقال ابن همام:
أن تضرب بنا العداة تجدنا ... نصرف العيس نحوها للتلاقي
فجازى بأين.
وإنما كانت الجملة صلة في (من) وأخواتها, ولم تكن صلة في (حيث) وأختيها, لأن الصلة تحتاج إلى عائد يعقد الجملة بالأول, والإضافة لا تحتاج إلى عائد, ولذلك جاز: زيد حيث عبد الله قائم, من غير عائد.
ولا يجوز في (أنى) وأختيها أن توصل كما جاز في (من) وأختيها, لأنه لا يصلح أن يخبر عنها من أجل أنها ظروف غير متمكنة, وإنما جاز أن توصل (من) وأختيها, /١٢٧ أللحاجة إلى الإخبار عنها بما معتمد المعنى فيه, تدل عليه الجملة.
والأصل في مهما: (ما) دخلت عليها (ما) كما تدخل على سائر أخواتها, واستقبح التكرير في: ما ما, فأبدلت الألف هاء, لأنها من مخرج الألف, وحسن اللفظ بها, وهذا مذهب الخليل, ولا يجوز عندي غيره, لما بينا من العلة, لتجري على قياس أخواتها من نحو {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ} , وقوله: {أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.