الأمر والنهى والتحليل والتحريم والثواب والعقاب وغير ذلك من الأحكام.
٣ - ومن فوائده:
أنه لما كان ترتيب بلاغة القرآن وحسن نظم أسلوبه وروعة خطابه وحسن نظامه ما أعجز الإنس والجان أن يأتوا بمثله، والعرب مهما أوتوا من بلاغة وروعة بيان وإحكام في فصاحة ومهما أوتوا من ذكاء وفطنة، فإن إعجاز بيان القرآن فوق ما حباهم الله من الفصاحة والبيان، فدل ذلك على أن هذا ليس بكلام البشر، ودل على إثبات نبوة ورسالة من بلغه للبشر عن رب البشر -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} النساء.
وفي نحو ماسبق يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ وَتَدَبَّرَ مَا قَبْلَ الْآيَةِ وَمَا بَعْدَهَا وَعَرَفَ مَقْصُودَ الْقُرْآنِ تَبَيَّنَ لَهُ الْمُرَادُ وَعَرَفَ الْهُدَى وَالرِّسَالَةَ وَعَرَفَ السَّدَادَ مِنْ الِانْحِرَافِ وَالِاعْوِجَاجِ» (١).
ومن المناسبة بمكان ذكر بيان موجز لأهم المصنفات في علم المناسبات
فمن أبرزها وأشهرها ما يلي
١ - «البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن» لأبي جعفر بن الزبير الأندلسي (ت ٨٠٧ هـ).
٢ - «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» لبرهان الدين البقاعي وهو أوسع كتاب في بابه وبلغ كتابه اثنين وعشرين مجلدًا.
٣ - «تناسق الدرر في تناسب السور» لجلال الدين السيوطي (ت: ٩١١ هـ)، وله أيضًا: «مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع».
٤ - «جواهر البيان في تناسب سور القرآن» لعبد الله الغُمَاري وهناك مؤلفات كُثُر ضمن مصنفوها علمَ المناسبات كتبَهم دون أن يفردوها بتصنيف مستقل، وهناك أيضًا كتابات لبعض المتأخرين لكنهم عيال على المتقدمين فيما كتبوا.
(١) مجموع الفتاوى (٩٤/ ١٥)