وعن أم حميد بنت عبد الرحمن (١)، سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله عز وجل: (الصلاة الوسطى) فقالت: كنا نقرؤها على الحرف الأول، على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين). (٢)
قالوا فلما قال الله عز وجل في هذه الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) ثبت بذلك أن الوسطى غير العصر.
وليس في ذلك دليل عندنا على ما ذكروا، لأنه قد يجوز أن يكون العصر مسماة بالعصر، ومسماة بالوسطى فذكرها ههنا باسميهما جميعاً.
هذا يجوز لو ثبت ما في تلك الآثار من التلاوة الزائدة، على التلاوة التي قامت بها الحجة، مع أن التلاوة التي قامت بها الحجة، دافعة لكل ما خالفها.
وقد روي أن الذي كان في مصحف حفصة من ذلك، غير ما رويناه في الآثار الأول
عن عمرو بن رافع، قال: كان مكتوباً في مصحف حفصة بنت عمر رضي الله عنهما: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وهي صلاة العصر، وقوموا لله قانتين). (٣)
فقد ثبت بهذا ما صرفنا إليه تأويل الآثار الأول من قوله: (حافظوا على الصلوت والصلاة الوسطى وصلاة العصر) أنه سمى صلاة العصر بالعصر وبالوسطى.
فقد ثبت بهذا قول من ذهب إلى أنها صلاة العصر.
(١) أم حميد هي: أم حميد بنت عبد الرحمن. (تهذيب الكمال - ٨/ ٥٩٢).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه - كتاب: تفسير القرآن - باب: ومن سورة البقرة - (حـ ٢٩٨٨ - ١١/ ١٠٥) وقال هذا حديث حسن صحيح. أ هـ.
والبيهقي في سننه - كتاب: الصلوات - باب: صلاة الوسطى ومن قال هي الصبح - (حـ ٦ - ١/ ٤٦٢).
(٣) أخرجه البيهقي في سننه - كتاب: الصلاة - باب: من قال هي الصبح. (حـ ٩ - ١/ ٤٦٣).