- القول الخامس: أن (الزيغ) هو: الشبهات التي تتعلق بالقلب.
- وهذا قول: ذكره أبو المظفر السمعاني. (١) ٧)
الترجيح: وهذه الأقوال المتقدمة متداخلة لا تعارض بينها، وأعمها القول الأول، فإن كل من مال عن الحق وانصرف عنه لأي سبب من الأسباب، عُدَّ زائغاً عن الحق.
وبهذا يتبين أن ما قاله الإمام الطحاوي هو القول الأولى في المراد بالآية. والله تعالى أعلم.
المسألة الرابعة: الأقوال في المراد بـ (الفتنة) في قوله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} آل عمران:٧:
- القول الأول: أن المراد (بالفتنة) هو: إفساد ذات البين.
- وهذا قول الزجاج - والطحاوي.
- القول الثاني: أن المراد (بالفتنة) هو: الكفر والضلال.
- وهذا قول: السدي - والربيع - ومقاتل - وابن قتيبة.
- القول الثالث: أن المراد (بالفتنة) هو: اللبس.
- وهذا قول: محمد بن جعفر بن الزبير.
- القول الرابع: أن المراد (بالفتنة) هو: الشرك.
- وهذا قول: السدي - والربيع.
- القول الخامس: أن المراد (بالفتنة) هو: الشبهات.
- وهذا قول: مجاهد. (٢) ٨)
الترجيح: هذه الأقوال المتقدمة متداخلة لا تعارض بينها، والاختلاف بينها اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، فيصح إرادتها من الآية جميعاً.
وبهذا يتبين أن ما قاله الإمام الطحاوي هو أحد الأقوال الواردة في المراد بالآية. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (٤١)} آل عمران:٤١
(١) انظر: تفسير السمعاني (١/ ٢٩٥) وتفسير الطبري (٣/ ١٧٦) وتفسير ابن عطية (٣/ ١٩).
(٢) انظر: تفسير الطبري (٣/ ١٨٠). وتفسير ابن الجوزي (١/ ٣٠٢).