الدراسة
بين الإمام الطحاوي الخلاف الوارد في الفرق بين الفقير والمسكين، مرحجاً أنه لا فرق بينهما، وأن الجمع بينهما إنما هو لمجرد التأكيد فهما بمعنى واحد.
.. وإليك أقوال العلماء في بيان الفرق بين الفقير والمسكين:-
القول الأول: أنه ليس هناك فرق بين الفقير والمسكين، فهما سواء في المعنى وإن افترقا في الاسم. وإنما سمي هذا المحتاج باسمين لتأكيد أمره في استحقاق الصدقة، فيعطى سهمين عطفاً عليه ورحمة له. (١)
- وهذا قول: الشافعي - وسائر أصحاب مالك - وأبي يوسف - وابن القاسم - ومحمد بن الحسن - وأبي علي الجبائي. (٢)
وقد رد هذا القول: بأن ظاهر الآية دال على أن الفقير غير المسكين، لأن الله جل وعلا جعلهما صنفين فكان معلوماً بذلك أن كل صنف منهم غير الآخر. (٣)
القول الثاني: أن هناك فرق بين الفقير والمسكين.
واختلف أصحاب هذا القول في بيان الفرق بينهما إلى قسمين:-
أ - القسم الأول: جعل المسكين أشد حاجة من الفقير.
واختلف أصحاب هذا القول في بيان هذا الفرق على أقوال:-
- القول الأول: أن المسكين هو المحتاج المتعفف عن المسألة، والفقير هوالمحتاج غير المتعفف عن المسألة.
- وهذا القول: ذكره السمرقندي. (٤)
- القول الثاني: أن المسكين هو المحتاج الذي لا شيء له، والفقير هو المحتاج الذي له شيء لا يكفيه.
- وهذا قول: أبي حنيفة - وابن قتيبة - ويعقوب بن السكيت - وأبي الحسن الكرخي - وأبي العباس ثعلب - ويونس بن حبيب النحوي. (٥)
(١) انظر: تفسير أبي حيان (٥/ ٤٤١) - وأحكام القرآن للجصاص (٣/ ١٧٩).
(٢) انظر: تفسير القرطبي (٨/ ١٥٨) - وتفسير الرازي (١٦/ ١٠٧).
(٣) تفسير الطبري (٦/ ٣٩٦).
(٤) تفسير السمرقندي (٢/ ٥٧).
(٥) انظر: تفسير ابن الجوزي (٣/ ٣٠٩) - وأحكام القرآن للجصاص (٣/ ١٧٩).