وقد حذفت الفاء وجعلت تاء افتعل عوضًا منها"١ وذلك قولهم ٢: تقي يقتي, والأصل: اتَّقى يتقي فحذفت التاء فبقي تقي, ومثاله تعل ويتقي: يتعل, قال الشاعر ٣:
جلاها الصيقلون فأخلصوها ... خفافًا كلها يتقي بأثر٤
وقال أوس ٥:
تقاك بكعب واحد وتلذه ... يداك إذا ما هز بالكف يعسل٦
وأنشد أبو الحسن:
زيادتنا نعمان لا تنسينّها ... تق الله فينا, والكتاب الذي تتلو٧
ومنه أيضًا قولهم: تجه يتجه, "وأصله اتّجه"٨, ومثال تجه على هذا تعل كتقي سواء. وروى أبو زيد أيضًا فيما حدثنا به أبو علي عنه: تجه يتجه, فهذا من لفظ آخر وفاؤه تاء. وأنشدنا:
قصرت له القبيلة اذتجهنا ... وما ضاقت بشدّته ذراعي٩
فهذا محذوف من اتَّجه كاتَّقى.
١ ثبت ما بين القوسين في ش: وسقط في د، هـ، ز.
٢ كذا في ش. وفي د، هـ، ز: "قولك".
٣ سقط في ش. والشاعر هو خفاف بن ندية. وانظر اللسان "أثر" و"وقي".
٤ هذا في وصف سيوف. وأثر السيف فرنده وديباجته ورونقه. أي: كلها يستقبلك بفرنده، أي: إذا نظر الناظر إليها اتَّصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إليها، وانظر اللسان "أثر".
٥ هو ابن حجر, وانظر النوادر ٢٧.
٦ يقال: عسل الرمح إذا اهتزَّ واضطرب من لينه ولدوتته.
٧ قائله عبد الله بن همام السلولي. وبعده:
أيثبت ما زدتم وقلق زيادتي ... دمي إن أسيفت هذه لكم سحل
وانظر فوادر أبي زيد ٤، واللسان "وقى" و"بسل".
٨ ثبت ما بين القوسين في ش، وسقط في د، هـ، ز.
٩ هذا لمرداس بن حصين، و"قصرت" أي: حبست. والقبيلة اسم فرسه, وأبو زيد يروي "تجهنا" في البيت بكسر الجيم، الأصمعي بفتحها. وانظر اللسان "وجه". وكأنَّ المؤلف لم يبلغه إلّا فتح الجيم فجعله محذوف اتجه، وانظر النوارد، وانظر بيتًا بعد هذا البيت سبق في ص٢٧٧ من هذا الجزء.