سابعًا: ثَنَاءُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَيْهِ
لقد كان لهذا العالم الجليل الحظ الأكبر من ثناء العلماء عليه بذكر صفاته وشيمه وأخلاقه؛ فلقد كان ﵀ إمامًا جامعًا بين العلم والعمل فحسنت من أجل ذلك سيرته، ودونك بعض من يقوله عند بعض المترجمين له والمؤرخين لحياته:
قال أبو عبد الله الإسفراييني: هو شيخنا إمام الدين حقًّا، وناصر السُّنَّةِ صدقًا، كان أوحد عصره في العلوم الدينية أصولها وفروعها، ومجتهد زمانه في مذهب الشافعي ﵄ وفريد وقته في تفسير القرآن والمذهب، وكان له مجلس للتفسير وتسميع الحديث بجامع قزوين (١).
وقال أبو عمرو بن الصلاح: أظنُّ أنِّي لم أر في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون حسن السيرة، جميل الأمر (٢).
وقال زكريا بن محمد القزويني: كان عالمًا فاضلًا ورعًا، بالغًا في النقليات كالتفسير والحديث والفقه والأدب.
وله تصانيف كثيرة كلها حسن، كان يعقد مجلس العلم في جامع قزوين كلَّ يومٍ بعد العصر، ويحضر عنده أكثر من مائتي نفس يذكر لهم تفسير القرآن (٣).
وقال الإمام الذهبيُّ: هو شيخ الشافعية، عالم العجم والعرب، إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم … الخ.
(١) انظر "تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ٢٤٦).
(٢) انظر "طبقات الشافعية" للسبكي (٨/ ٢٨٢).
(٣) "آثار البلاد وأخبار العباد" (ص ١٧٩).