Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(١٤) - {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}.
قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}: أي: لئن قدر على أكله الذِّئب ونحن فرقةٌ نحيطُ به ونحوطُه، فلا يعجز مثلُنا عن ذبِّ السِّباع عنه {إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}؛ أي: مضيِّعون، نخسرُ أخانا فيذهب هَدَرًا، وكأنَّا (١) سلَّمْناه إلى الذِّئب وعرَّضناه للضَّياع.
والخاسر في اللُّغة: لقبٌ مذمومٌ، يقاربُ معناه معنى الهلاك، ومعنى الضَّلال (٢)؛ كما قال تعالى: {فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} هود: ٦٣ قالوا: غير تضليل، وكأنَّه ضدُّ المفلح، والمفلح: مَن نالَ المطلوب وفاز بالخير، والخاسر: مَنْ لا خيرَ فيه ولا فلاح له، وحقيقتُه النُّقصانُ، ومنه الخسران الَّذي هو ضدُّ الرِّبح، فالخاسرُ: هو النَّاقصُ العقلِ والتَّدبير.
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمه اللَّه: حقَّ في إخوةِ يوسفَ ما وصفوا به أنفسَهم مِن الخسرانِ، وإنَّ مَن باعَ أخًا له مثلَ يوسف بمثل ذلك الثَّمن البَخس فحقيقٌ أن يُقال: خسِرَتْ صفقتُك (٣).
وفي "كتاب عصمة الأنبياء": فإنْ قالوا: كيفَ كان يجوزُ مِن النَّبيِّ المرسَلِ الاشتغالُ بعادات النَّاس في كلامِهم، مِن نحو قوله: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} إلى آخره، وأسرارُ الأنبياء كانت للَّهِ عزَّ وجلَّ، غيرُ مُبْقًى (٤) فيها غيرُ ذكرِه، فكيف كان يحزنُه أمرُ يوسفَ؟
(١) في (أ): "وكنا".
(٢) في (أ): "الضال"، وفي (ر): "الضياع".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٧٣).
(٤) في (ف): "أن يبقى"، وسقطت كلمة غير من (أ).