Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
إنَّها كذا فلو كان الأوَّلُ على غير ذلك، لكان قد بدا لهُ فيما عمَّ، وفسَّرَ (١) بما لم يكن أراد، وذلك بمعنى البَداء، بل بمعنى الرُّجوعِ عن الأوَّل فيما أرادوا التفسير له بغيره، وذلك فعلُ مَن يَجهلُ العواقبَ، تعالى اللَّه عن ذلك.
ثمَّ معنى سؤالهم موسى أن يدعوَ ربَّه يبيِّنُ (٢) ما أراد بذلكَ: أنَّه جَعَلَ ذلك آيةً لهم، فوقعَ عندهم أن ليس كلُّ بقرةٍ تَصلحُ للآيات، ولذلك (٣) لم يسألوا موسى عن تفسيرِها؛ إذ اللَّهُ تعالى هو الذي يَعلمُ الآيات، فكان الأمرُ بالذَّبح في الابتداء على ما آلَ إليه أمرُها وظَهَر، لكنَّهم أُمِروا بالسُّؤال عنها؛ ليَصلوا إلى المراد فيه، لا أنَّه أحدثَ لهم ذلك بالسُّؤال (٤).
ثمَّ قال: وجهُ حكمة (٥) جعلِ البقرةِ آيةً دونَ غيرها من البهائم شيئان:
أحدهما: ما رويَ أنَّ رجلًا كان بارًّا بوالديه، محسنًا إليهما، وكانت له بقرةٌ على تلك الصِّفة والشِّيةِ (٦)، فأرادَ اللَّهُ أن يُوصِلَ إليه في الدُّنيا جزاءَ ما كان منه (٧).
والثاني: أنَّهم قبل ذلك كانوا يَعبدون البقر (٨) والعجاجيل، وحُبِّبَ إليهم، كما قال: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} البقرة: ٩٣، ثمَّ تابوا وعادوا إلى عبادةِ اللَّه
(١) في (أ): "وفسره".
(٢) "يبين" زيادة من (أ).
(٣) في (أ): "فلذلك".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٦٢).
(٥) بعدها في (ر): "في".
(٦) كذا في النسخ الخطية، ووقع في مطبوع "تأويلات أهل السنة": "شبه".
(٧) أورد الثعلبي في "تفسيره" (١/ ٢١٦) هذا الخبر مطولًا عن ابن عباس ووهب وغيرهما، وسيذكره المصنف بعد تفسير قوله: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
(٨) في (ف): "البقرة".